ربما

ربما يأتيڪ يومـ تدرڪ فيه ما اقترفته من ذنب تجاهي

فـ ربمـا .. يطرق الندمـ أبواب عقلڪ .. صارخاً بڪ .. لمـ ؟!.

لمـ خلفتها ورائڪ بڪل ما تفجر بأعماقڪ من جحود.

لمـ أدرت لها ظهرڪ بڪل تعالٍ وجمود.

لمـ .. لمـ سلبتها سڪنها إليڪ وترڪتها مشردة المشاعر ضائعة الخطى.

ولمـ منحتها وردة الفراق بڪل ما تحمله من أشواڪ وتسببه من ألمـ ڪهدية أخيره لـ تطوي بها صفحتها وڪأنها لمـ تڪن.

لمـ استوليت وحدڪ على ڪل حبوب النسيان ولمـ ترأف بحالها .. لمـ تترڪ لها حبة واحده لتسڪن بها ذاڪرتها المتألمه بڪ.

لمـ تحولت فجأه إلى ذلڪ الرجل القاسي الذي لا يملڪ رحمة ولا رأفه.

لمـ تخليت عن ڪل تفاصيلڪ الصغيره معها واڪتفيت بالقاء الحبر فوق أوراق ذاڪرتڪ .. بينما أشعلت النار في أوراقها وأحرقتها بها.

لمـ تجاهلت نداءاتها وأنينها .. تجاهلت ضعفها وحاجتها إليڪ .. وتجاهلت ڪل سنواتڪ معها .. وڪأنك بتُ فاقد لـ ذاڪرتڪ.

لمـ وڪيف استطعت أن تمحو ذڪرياتڪ وأيامڪ وسنواتڪ وتفاصيلڪ الصغيره .. تمحو شخصاً بأڪمله .. وڪأنڪ تمارس طقوساً غير معتاده .. طقوس شيطانيه تزيلـ بها الأشخاص وتمحو آثار خطواتهمـ من فوق طريق حياتڪ.

وأين ؟!. أين سيدي تعلمت إجراء العمليات الجراحيه الدقيقه .. لـ تتمڪن وبإتقان من بترها وڪأنها عضو فسد بڪ وما عاد لڪ حاجة به.

ڪيف أصبحت بهذه القسوه وهذا الجحود.

لـن يرحل الندمـ عن بابڪ .. سيظل يصرخ بڪ .. علَّه يذيقڪ طعمـ المر الذي أسقيتني إياه رغمـاً عني.

وربمـا .. ربما يطرق الحنين ذات يومـ أبواب قلبڪ .. يأتيڪ بغتة دون موعد .. يتسلل إلى أعماقڪ شيئاً فـ شيئاً .. بهدوءه العاصف ورقته المخادعه .. يبحث في أرجاء قلبڪ عني .. يبحث هنا وهناڪ.

وتأخذڪ خطاه إليَّ .. وتذهب به أنت إلى زوايا قلبڪ المظلمه .. لينقب هناڪ عن بقاياي.

ها هي صورة قديمه يسألڪ عنها الحنين .. لمن تلڪ الصورة المكسورة المهمله .. فيجيبه صمتڪ .. صمت يكسوه الخذلان .. صمت موجوع بي.

نعمـ .. إنها أنا .. تلڪ صورتي .. دفنتها أنت في أعماق قلبڪ منذ زمن .. ودفنت معها أشيائي الصغيره الڪامنه بداخلڪ.

ضحڪاتنا .. بڪاءنا .. فرحنا .. وغضبنا .. وتلڪ الأيامـ والسنوات التي ڪنا فيها أبرياء أنقياء.

دفنت معها الڪثير والڪثير من تفاصيلڪ الجميله .. دفنتها وإياي.

ولن يرحمڪ الحنين .. ولن يصمد هدوءه وسيسقط عنه قناعه .. لـ يعصف بذڪرياتي في أعماقڪ لترحل هنا وهناڪ وتملأ قلبڪ برائحة الذڪريات والأيامـ وتراب السنين التي مضت.

وتتحول ملامحه البريئه إلى ملامح وحشيه تصرخ بڪ وتسألڪ عني .. سيفزعڪ الحنين بوحشيته وتوحشه بأعماقڪ.

سيقتلع ڪل ما دفنته في باطن قلبڪ مني ويعصف به عاصفة لن تهدأ ولن تستكين .. علَّها تزيل من حلقي طعمـ مرڪ الذي خلفته ورائڪ والذي لن أنساه ما حييت

ربما .. يأتي ذلڪ اليومـ الذي يحدثڪ فيه الندمـ والحنين عني

وغالباَ .. لن يأتي ذلڪ اليومـ أبداً .. أبداً