أخي العزيز ..
رحلـت وتركتني .. مثلما فعل الكثيرون
رحلت وكأنك لم تعرفني يوما .. وكأن شيئا بيننا لم يكن
رحلت بكل سهولة ويسر وكأنك خلفت ورائك لا شئ يذكر
رحلت وجرحتني .. وما كنت بحاجة إلى المزيد من الجراح .. وما كنت بقادره على تحمل الجرح منك .. وما كنت مدركه لبساطة الرحيل عندك
رحلت ولم أقتنع بمبرراتك ولم تكن تكفيني .. فما علاقتي أنا بها .. حقـا صدمتني وأوجعتني وأحزنتني حزنا لا يسعك أن تتخيله
أخي العزيز ..
أنا لا أحمل لك بأعماقي أي سوء أو ضغينه .. لا أحمل لك بأعماقي سوى كل خير ودعاء بحياة سعيدة موفقه .. وإن ساورك شك في هذا فأنت لم تعرفني يوما
كل ما أحمله لك بأعماقي هي تلك الصوره .. صورة أخي الصغير .. لا تخف لم تتشوه ولم ولن يصيبها أي ضرر او انكسار
سأحافظ عليها كما كانت دوما .. ولكنني كلما أنظر إليها أصاب بوجع وخيبة أمل وأتذكر .. أتذكر كم خذلتني يا سيدي الصغير
أخي العزيز ..
استمر في الرحيل بعيدا عني .. فانا امرأة اعتادت معنى الغياب .. ولم يعد الرحيل يصيبني بتلك المرارة القاسية لقد اعتدت على مذاقها
فكم من عزيز رحل وتركني ..وكم من غالي أدار لي ظهره .. وكم من رفيق طعنني بلا تردد وبلا رحمه
ارحل .. ارحل دون عوده .. فالعودة موجعة مؤلمه .. تجلب معها تفاصيل كثيره تثير كل شجوني وأحزاني
ارحل ॥ ارحل يا سيدي الصغير .. ولك مني كل الحب والتقدير والدعوات بكل خير وسعاده
